هل تريد أن تصبح رجلا سعيدا في حياتك... ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
هل ترغب أن تبعد هموم الدنيا عن كاهلك..؟؟ هل تطمح أن ينظر اليك الناس باحترام..؟؟ هل تريد أن تصبح رجلا سعيدا في حياتك ؟؟

أسئلة جميلة تشد القارئ .. ولكن ماهو الاجمل أن تكون الأجابة تحقق مبتغى السائل !!!اليك اخي القارئ ما كتبه الاديب أحمد حسن الزيات في كتابه من وحي الرسالة :




دخل علي رجل وأنا مكب على عمل دقيق حافز، فلم يسعني حين رأيت ما عليه من سمت الوقار وسيماء الخير الا أن أدع ما في يدي وأفرغ له. نعم ياسيدي : أجاب : أنا رجل من أهل ... قرأت ما كتبت في "الرسالة" عن الاخلاق ونكولها أمام الغرائز الوصولية في الانسان، فساءني وأيم والله أن تشتبه المعالم حتى يضل الهادي، وأن تعترك الظنون حتى يشك المؤمن وليس لي قلم أضعه بين هذه الاقلام فيدلها على موضع الحق، أو يعينها على مقطع الحكم، فآثرت أن أشخص إليك لأكون أمامك مقالا حياً يقرر ودليلاً ناطقا يؤيد.

وفي الحق أن الرجل كان في بزته العربية المهندمة، ولهجته العربية المتزنة، كأنما ينطق عن وحي الفضيلة العليا.
فقلت له: أتظن أن الفاضل ينجح بمحض فضله في هذا العصر الالي الاصم؟؟؟
فقال: لا أظن ,إنما اعتقد. لا أنكر مع هذا الاعتقاد أن الفضيلة وعرة الطريق وأن الخير صعب المرتقى. وفي قول الرسول الكريم(ص): ((حفت الجنة بالمكاره)) و (( القابض على دينه كالقابض على الجمر)) ما يصدق ذلك.
ولكن الفضائل تعليم وتعويد ورياضة، فاذا أوف( اصابه اّفة) غرسها في النشء، وضٍعف أثرها في المجتمع، دل ذلك على فشل الفضيلة.

أنا رجل واسع الثراء سابغ النعمة، وقد جمعت مالي الوافر من ذلك الطريق الذي الزمني أياه أبي منذ الصغر، فليس في نصابه قرش زائف ولا متر مغتصب، ورثت عن أبي: الدين الصحيح على أنه دستور الدنيا ، والخلق الصريح على أنه جوهر الدين ، ثم زاولت التجارة بالصدق والصبر فاستغنيت،وأقتنيت العمائر والضياع فأثريت ، وأديت الصلاة فوصلت ما بيني وبين الله ، واّديت الزكاة فأصلت مابيني وببين الناس ، ثم أحصنت نفسي بالزواج الباكر فوهبت البنين ، وعصمت شهوتي من المتع الحرام فرزقت العافية ، وطهرت قلبي من الطمع الحاسد والخصام الحاقد فأتيت السكينة ، ثم جهلت البنك فجهلت الربا والدين ، وأنكرت المحكمة فأنكرت العداوة والظلم ، ووضعت فضل مالي في أيدي ذوي الخلق من التجار حتى يحفظونه لي ويستثمرونه لهم ، وجعلت أرضي في ذوي الدين من الزراع، يرعونها علي ويشتغلونها عليهم ، ومسست بالمؤاسات والرحمة قلوب البائسين حولي فسللت منهم الضغينة ، ثم كان لي في كل مبرة سهم ، وفي كل مستشفى سرير ، وفي كل مشروع وطني يد ، فأنا امشي في الناس ملحوظ الشهادة محفوظ الغيب ، لاتمتد يد الى مالي لانه مبذول للسائل والمحروم ، ولا ينبسط لسان في عرضي لات جاهي موقوف على المتعطل والمظلوم ، ولا ياتمر أحد بحياتي لان وجودي أمان للشقي من البؤس والجريمة.
أما سعادتي في نفسي وولدي فهي أعظم وأتم من سعادتي في عملي ومالي،أجدني كنفغ الرجاء لكثير من الاسر الفقيرة، ومصدر العزاء لطائفة من القلوب الكسيرة ،وأرى في كل نظرة وفي كل بسمة وفي كل كلمة معاني لاتتناهى من العرفان والحنان والشكر، فتعظم سعادتي في نفسي، وتجعل دنياي في عيني ، ويغمرني شعور من عزة المؤمن وزهو الخاشع، لان حياتي لها هذا الخطر في حياة الناس .
ثم أنظر الى بني الثمانية فأرى في وجوههم صورتي، وفي صدورهم محبتي، وفي شعورهم عاطفتي، وفي ميولهم رضاي، وفي اّمالهم مناي .

فأقبل يدي ظاهراً وباطناً وأقول لنفسي : أحمدي الله يانفسي واشكريه فإن علياً لن يموت وإن ثراءه لن يبيد وإن بناءه لن يتقوض..!!
ذلك كله ياسيدي بفضل الخلق .