كيف تستطيع البعوضة السير على سطح الماء؟
نميل إلى أن نفرق بين السوائل والأجسام الصلبة على أساس الاختلافات بينها، ولكننا إذا
فكرنا في وجه الشبه بينها لحظة لوجدنا أنه في كلتا الصورتين من صور المادة توجد قابلية
للجزيئات أن تتجاذب فيما بينها، وبينما قوة التجاذب هذه كبيرة في الأجسام الصلبة، ألا
أنها توجد في السوائل بدرجة أقل. فالجزئ في وسط السائل ينجذب بقوة متساوية في جميع
الجهات بوساطة الجزيئات المجاورة، وليس هناك قوى غير متعادلة تؤثر في الجزئ. أما
الجزيئات الموجودة على سطح السائل فتنجذب بوساطة الجزيئات الموجودة أسفلها، دون أي قوة معادلة من أعلى، فيؤدي هذا إلى قوة عند كل جزئ على السطح تجذب من السطح إلى أسفل. هذا يعنى أن كمية الجزيئات على سطح السائل تكون دائما عند الحد الأدنى المطلق. ويمكن تشبيه ذلك بأن سطح السائل كله مغطى بطبقة جلدية مرنة تحاول أن تضم نفسها بقوة وتقاوم أي محاولة لزيادة السطح. وهذه الخاصية في السوائل تسمى التوتر السطحي، وسببها التصاق جزيئات السائل بعضها ببعض. فإذا ما دفعت البعوضة على هذا السطح فإن وزنها يعمل على زيادة الطبقة المضادة للتوتر السطحي من حيث المساحة ويقاوم التوتر السطحي، أي مقاومة، لزيادة السطح عن طريق الضغط ضد أرجل البعوضة، ولذلك تبقى على سطح الماء مادام وزنها من الدرجة التي تسبب النفاذ خلال السطح وكسر الطبقة الرقيقة عليه.